بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية:
أيام العرب هي الوقعات والغزوات التي دارت رحاها بين قبائل العرب ، واختلفت أسبابها بحسب ظروفها.
ويرصد الأدب العربي القليل منها فقط فقد ضاعت أغلب هذه الأيام عبر التاريخ الغير مدوّن.
بيد أن البعض منها حفظه لنا الأدب العربي بالشعر الذي قيل في هذه الوقعات من فخر ورثاء وهجاء وغيره.
وهذه سلسلة سنبدأ من خلالها بتحقيق بعض الأماكن التي حصلت فيها هذه الأيام مستعينين بالله ثم بما
لدينا من مصادر قديمة وحديثة وبرامج وأجهزة، علنا أن نثري هذا المنتدى والشبكة بما يفيد ونسأل الله العون والسداد.
=================================================
[<><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><>]
=================================================
أرض المعركة تقع في مكان يسمى الآن بريكة الأجردي في الجهة الشرقية من التيسية وهي واحدة من مجموعة خباري وفياض التي يصب فيها وادي السهل الكبير وتقع بالقرب منها عشرات الآبار التي ما زالت منهلاً يرده البادية والرحالة حتى الآن حيث ما زال الماء عذب وقريب من سطح الأرض .
خرج بسطام بن قيس مغتزياً وذلك حين ولّى الربيع واشتد الصيف، وقد توجهت بنو يربوع بينهم وبين طلح، فذكر لأخريات بني يربوع أنهم رأوا منسراً فبعثوا مرسلاً أخا بني حرملة بن هرمي بن رياح، فأشرف ضفرة حومل _ والضفرة والعقدة الحبل المتراكم من الرمل - فرُفع له عشرون بعيراً يعدهن عند طلحات حومل فحسب أنه ليس غيرهم والجيش في الخبراء دونهم - والخبراء التي تمسك الماء وتنبت السدر والجماعة خبارى - فكر يدعو يا آل يربوع الغنيمة فتسارع الناس أيهم يسبق إليها فجاؤا متقطعين فسقطوا على الجيش من دون الطلحات في الخبراء فلم تجيء عصبة إلا أُخذوا، وقتل يؤمئذ عصمة بن النحار بن ضباب ابن أزنم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع فقال بسطام حين رآه قتيلاً ويحكم من قتل ابن النجال وما قُتل هذا إلاّ لتثكل رجلاً أمه فكان قاتله الهيش بن المقعاس من بني الحارث بن همام فقتله بنو يربوع بابن النحار يوم العضالى، وأصابوا نعمان بن قيل وأيهم اليربوعيين أصابتهما بنو شيبان، فلما أخذ بنو شيبان اليربوعيين وأسروهم نظر بنو شيبان فإذا هم لا ماء معهم يبلغهم فقالوا: يابني يربوع إنكم تموتون قبلنا وإنا شاربون ما معنا من الماء ومانعوه منكم وليس مبلغنا فاختاروا إن شئتم أن تجيرونا بغير طلاقة ولا نعمة حتى نتوفّى ولانعمة حتى نتوفى كل سقاء ونسقي كل دابة من طلح وإما أن نرجع بكم فهو هلاكنا وهلاككم ، فأجاروهم بنو يربوع على غير طلاقة ولا نعمة فخلوا عن اليربوعيين واستقى بنو شيبان. فذلك قول عميرة بن طارق:
حلفت فلم تأثـم يمينـي لأثـأرنعديّا ونعمان بـن قيـل وأيهمـا
وغلمتنا الساعين يـوم مليحـةوحومل في الرمضاء يوماً مجرما
كتاب النقائض لأبي عبيدة التميمي
وقد سماها صاحب كتاب النقائض يوم مليحة نظراً لقربها من حزن مليحة لبني يربوع.
استقيت مادتي هذه من كتاب: مع امريء القيس بين الدخول فحومل للمؤلف والبلداني عبدالله بن محمدالشايع والذي حقق المكان بكل دقة بعد زيارات ميدانية للمكان بصحبة الأستاذ سعد الماضي ( العضو المميز في منتدى الرحلات) .
ولطيب مائه وسهولة الحصول عليه اتخذه حجاج البصرة كإحدى المحطات المهمة في طريقهم الى الآراضي المقدسة حتى وقت قريب... فقد تغير الطريق وانطمرت الكثير من آبارها وآثارها.
المكان يعتبر بالنسبة لي من أجمل المناطق حيث ذكريات الصيد والرحلات والربيع فهو يحتوي على تضاريس متباينة تجعل منه منطقة جذب للرحالة بجميع أصنافهم.