الاخ الغالي المتجول
استوقفتني هذه الكلمات التي تخفي بين حروفها وكلماتها معان لا يقدر على فهمها إلا أصحاب المبادئ الثابتة والراسخة والقيم الرفيعة والعالية . ما أجملها من كلمات ذكرتني بقول الشاعر :
ومن تكن العلياء همة نفسه .... فكل الذي يلقاه فيها محبب
تذكرت المتنبي وهو يدفع ثمنا باهظا من أجل بيت شعر قاله تضحية لمبادئه. عندما هجا رجلا من بني أسد يدعى ضبة . فترصد له بنو أسد في الطريق ليقتلوه. وحين رآهم هرب منهم فقال له ابنه: يا أبه وأين قولك:
االخيل والليل والبيداء تعرفني...... والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال المتنبي : قتلتني يا ابن اللخناء، فعاد أدراجه ليحارب فقتل وطار رأسه!!
أبو جهل يتشوق لقتل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وينتظر اللحظة .ومع هذا لا يقبل أن يغير مبدأه في حفاظا على سمعته وكرامته .يقول له أحد أتباعه كما يذكر: لماذا لا ندخل بيت محمد _ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم _ .فنقتله بدل أن نظل وقوفا ، فرد عليه أبو جهل قائلا :" كي لا تتكلم العرب أننا نتسور على بنات عمنا "
فإن كان هذا ثمن الحفاظ على المبادئ التي يراد منها صون عزتهم ورفعتها وعدم ازدراء الآخرين لهم متعلق بالدنيا ، فكيف يكون الحال عندما يصبح المبدأ متعلق بأمور الدين والآخرة .
أم سعد بن أبي وقاص تضغط على ولدها ليغير دينه فيقول لها : " يا أماه : لو كانت لك مئة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني ، فكلي وإن شئت فلا تأكلي "
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى " ... فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جدا سموا غرباء . والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء وأهل العلم في المؤمنين غرباء و أهل السنة الذين يميزونها من الأهواء غرياء و الداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم اشد هؤلاء غربة .. ولكن هؤلاء هم أهل الله حقا "
اشكرك اخي الغالي على الموضوع الجميل والرائع والمفيد لمن تدبره وبحث في خفاياه